القائمة اغلاق
المخطط الجهوي لإعداد التراب

المخطط الجهوي لإعداد التراب

التصميم الجهوي لإعداد التراب

شرع المغرب في ورش الجهوية المتقدمة على أساس تقطيع ترابي يحكمه المرسوم رقم 2-15-40 الذي حدد اثني عشر (12) جهة في المملكة.

وقد أصبحت الجهة، في صميم اهتمامات السياسات العمومية من حيث تعريفها وتحديدها،بإعتبارها أداة مهمة لترسيخ اللامركزية.فهي في الآن نفسه، تقسيم جغرافي ومجال للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفضاء للإعداد ومنطقة تأثير سياسي وإداري وبوتقة متميزة ينصهر فيها الفعل الحكومي بالمبادرة الخاصة في مزيج متوازن ومتكافئ.

التصميم الجهوي لإعداد التراب

وقد عزز القانون التنظيمي 111.14 مــن الاختصاصــات الذاتيــة للجهــة، بحيث أولى لها مهمة إعــداد الــتراب لتمكينهــا مــن القيـام بأدوارهـا كاملـة (ولاسيما المواد 81 و87 و88 و89 و90 و105منه)، في حـدود مواردهـا وفي نطـاق اختصاصاتهـا الترابيـة، وذلـك وفـق توجهـات السياسـة العامـة لإعداد التـراب المعتمـدة عـلى الصعيـد الوطنـي.
وهي مهمة استراتيجية تقتضي خلق مقومات جغرافية اقتصادية تستجيب للتطلعات، وتأخذ بعين الإعتبار التحديات البيئية وجودة العيش المنشودة على مستوى جميع مجالات الجهة والأقاليم المكونة لها. ومن البديهي أن يكون التصميم الجهوي لإعداد التراب المدخل الأساسي لتنظيم الأنشطة والساكنة داخل تراب الجهة، وهذا ما يستدعي إعمال مبدأ العدالة المجالية والتضامن داخل أقاليم الجهة وبين الجهات. كما يجب على هذا التصميم أن يزكي مبدأ التخصص الترابي وخلق الأقطاب التنموية داخل تراب الجهة كأساس لتحقيق التنافسية والنجاعة الاقتصادية.

وبما أن التصميم الجهوي لإعداد التراب يعتبر الوثيقة المرجعية للتخطيط المتعلق بتنمية جهة الدرا البيضاء-سطات، فإنه يقتضي أن يرفع أهم التحديات التنموية لهذه الجهة و التي يمكن إجمالها فيما يلي :

  • ضمان التنمية المستدامة والعادلة من خلال حماية البيئة والتنوع البيولوجي على مستوى الجهة وكذا الحفاظ على الموارد الطبيعية وخصوصا الموارد المائية التي تكتسي أهمية استراتيجية داخل تراب الجهة
  • مواجهة التحديات السوسيو-اقتصادية الحالية والمستقبلية، من خلال خلق ديناميكية تنموية تأخذ بعين الإعتبار التأثيرات الداخلية والخارجية التي تعرفها الجهة
  • تعزيز التنافسية المجالية عبر وضع البنيات التحتية الحضرية والقروية والإستجابة لحاجيات الإستثمار والتنمية الاقتصادية
  • محاربة الإقصاء الاجتماعي والفقر والهشاشة
  • إنعاش التعليم والصحة
  • وضع وتعزيز أسس التنمية القروية ومحاربة الإشكاليات المرتبطة بالمجال القروي
  • إنعاش التشغيل والتكوين المهني.

وعليه يعـد التصميـم الجهـوي لإعـداد الـتراب وثيقـة مرجعيـة تمكـن مـن بلـورة منظـور للتهيئـة المجاليـة وتحديـد توجهاتهـا عـلى مـدى خمسـة وعشريـن سنة عـلى صعيـد الجهـة. كـما يضـع إطـارا عامـا للتنميـة الجهويـة المسـتدامة والمنسـجمة بالمجـالات الحضريـة والقرويـة، ومقترحـات مشـاريع ترابيـة مهيكلـة، والغاية من هـذه الوثيقـة هي تنسـيق تدخـلات كل مـن الدولـة والجماعـات الترابيـة والمسـتثمرين الخـواص، ومواكبـة اختياراتهـم الاستـراتيجية في مجـال التنميـة والتهيئـة، وذلـك مـن خـلال القيــام باستشــارة واســعة أثنــاء إعــداده، وفــق توجهــات السياســة العامــة لإعــداد الـتـراب على المسـتوى الوطنـي، وكـذا في انسـجام مـع الإستراتيجيات والبرامـج القطاعيـة العموميـة والتصاميـم القطاعيـة المنجـزة عـلى الصعيـد الجهـوي والوطنـي.

التصميم الجهوي لإعداد التراب
لتصميم الجهوي لإعداد التراب

وتهدف دراسة إنجاز المخطط الجهوي لإعداد التراب، إلى إعادة تحديد التوجهات الكبرى للمخطط الوطني لإعداد التراب على المدى المتوسط والبعيد، حيث يعتبر أداة تخطيط وبرمجة لتصاميم التنمية المستدامة على مستوى الجهة. فبعد صدور مرسوم رقم 583-17-2 صادر في 7 محرم 1439 (28 سبتمبر 2017) بتحديد مسطرة إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب وتحيينه وتقييمه. انكب مجلس الجهة على التحضير لإنجاز هذه الوثيقة الاستراتيجية، حيث أبرم صفقة في الموضوع مطلع سنة 2019، الهدف منها إنجاز دراسة وفق نهج تشاركي وتفاعلي يروم ملامسة مختلف إشكاليات التنمية في أبعادها المجالية وترجمتها لتوجهات تنموية داخل وثيقة المخطط الجهوي لإعداد التراب.

ويسعى التصميـم الجهـوي لإعـداد الـتراب لجهة الدار البيضاء-سطات، أساسـا إلى :

  • تحقيـق التوافـق بـين الدولـة و الجهـة حـول تدابـير تهيئـة المجـال وتأهيلـه وفـق رؤيـة إستراتيجية واسـتشرافية.
  • وضع إطــار عام للتنميــة الجهويــة المســتدامة والمنســجمة بالمجــالات الحضريــة والقرويــة.
  • تحديــد الاختيارات المتعلقــة بالتجهيــزات والمرافــق العموميــة الكبرى المهيكلــة عـلـى مسـتوى الجهـة.
  • تحديــد مجــالات المشــاريع الجهويــة وبرمجــة إجــراءات تثمينهــا، وكــذا مشــاريعها المهيكلــة.
لتصميم الجهوي لإعداد التراب
لتصميم الجهوي لإعداد التراب

ولتحقيق هذه الأهداف، إعتمدت دراسة إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب أربعة مراحل مدتها الإجمالية 12 شهرا كما يلي:

  • مرحلة التقرير التأسيسي (تم الانتهاء منها)
  • مرحلة التشخيص الاستراتيجي الترابي (في طور الإنجاز) وتشمل هذه المرحلة تشخيص الأبعاد الجغرافية والديموغرافية والاجتماعية والثقافية والتراثية والاقتصادية والمؤسسية والبيئية، بتراب الجهة.
  • مرحلة الرؤية التنموية، التوجهات الإستراتيجية ومجالات المشاريع (15 غشت المقبل هو تاريخ الانتهاء من المرحلة) تهدف هذه المرحلة، إلى إنشاء إطار عام للتنمية الجهوية المستدامة والمتماسكة في المناطق الحضرية والقروية؛ وذلك من خلال تقديم تشكيلة جديدة من مناطق المشاريع مكيفة مع التقطيع الترابي الجديد، ومتطلبات التنمية وخلاصات التشخيص المفصلة في المرحلة السابقة. ثم إعادة فحص التوجهات الاستراتيجية وتحديد الخيارات المتعلقة بالتجهيزات والخدمات الرئيسية العامة المهيكلة، التي من المنتظر أن تدخل الجهة في دينامية التنمية المرجوة.
  • مرحلة مشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب وكيفية تنزيله (15 نونبر المقبل هو تاريخ الانتهاء من المرحلة) خلال هذه المرحلة يتعين على وثيقة المخطط الجهوي لإعداد التراب في صيغتها النهائية أن تحدد مجالات المشاريع الجهوية وبرمجة تدابير تقييمها وكذلك المشاريع المهيكلة لها وذلك في إطار برنامج عمل جهوي مندمج طويل المدى.

ولضمان إعداد وثيقة مرجعية للتنمية المجالية من خلال المخطط الجهوي لإعداد التراب، إعتمدت جهة الدار البيضاء-سطات منهجية أساسها المقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمنتخبين يتم إشراكهم والتشاور معهم في مختلف مراحل الإعداد. وتهدف هذه المقاربة كذلك إلى تمكين هؤلاء الفاعلين من الوثيقة لضمان فاعليتها وقابليتها للتنزيل.

لتصميم الجهوي لإعداد التراب