القائمة اغلاق
أخبــار

أخبــار

إطـلاق سلك الدراسات الفرنسية-المغربية "جهـات 2021"
الخميس 29 نونبر 2018

إطـلاق سلك الدراسات الفرنسية-المغربية "جهـات 2021"

شهد مقر جهـة الدار البيضاء-سطات صباح يوم الإثنين 25 يونيو 2018 إعطاء انطلاق سلك الدراسات الفرنسية-المغربية "جهات 2021" الذي يعد أولى ثمار اتفاقية الشراكة المبرمة بين جمعية جهات فرنسا ونظيرتها المغربية في شقها الساعي إلى تطوير وتقوية قدرات منتخبي وأطر الجهات بالمغرب، وذلك بتأطير من جهة أوكسيطاني–بيريني المتوسطي. وهو ما يجسد الدور المتميز الذي تلعبه جمعية جهات المغرب في مجال تبادل الخبرات والتجارب ومد جسور التواصل بين الجهات بهدف إرساء معالم ديمقراطية تشاركية نموذجية تمكن الجهة من تملك مشروعها التنموي والاستفادة من نتائجه، ذلك أن الغاية الأساسية من الجهوية المتقدمة هي بلورة إستراتيجية بديلة وإبداعية تقوم على تعبئة الموارد والطاقات المحلية، وتشجيع روح المبادرة، وتحرير الطاقات الخلاقة، وتضافر الجهود بين مختلف المتدخلين بغية الرفع من نجاعة الفعل العمومي والممارسة التشاركية.
ويشكل هذا المشروع النموذجي ضرورة مؤسساتية آنية للإستثمار في الرأسمال البشري باعتباره عنصرا مؤثرا في دينامية الإصلاح والتحديث ورافدا لدعم القدرات التدبيرية والمهنية للمنتخبين والأطر، وبالتالي فإن تأهيل الهيئات المنتخبة والموظفين وتقوية قدراتهم على حد سواء، شرط أساسي لا غنى عنه لمواجهة التحديات المطروحة على مستوى تدبير الشأن المحلي والجهوي، كما أن ورش الجهوية المتقدمة، يعد فرصة تاريخية للتنمية وكسب الرهانات ومواكبة التحديات. فالكل يراهن اليوم وبرؤية إستشرافية على التكوين كعنصر فارق في كسب تحدي التنمية والعدالة المجالية والتدبير الحكاماتي للمنظومة الترابية وذلك بغية اكتساب التقنيات المهنية والخبرة اللازمة والميكانيزمات الضرورية لتدبير واقعي، عقلاني، فعال وذي جودة للشأن المحلي والجهوي إضافة إلى مواجهة المخاطر المحتملة بالفعالية المطلوبة. 
فالمكتسبات التي حققها نظام اللامركزية والجهوية في بلادنا كخيار استراتيجي لتكريس قيم الديمقراطية والمواطنة التشاركية، تشكل قاعدة متينة لتعزيز دور الجماعات الترابية بمستوياتها الثلاثة، كفاعل وشريك أساسي في مسلسل التنمية وتفعيل السياسات العمومية في كل أبعادها إلى جانب الدولة والقطاع الخاص. لذا فالتحولات المتسارعة والمتواصلة التي يعيشها مجتمع المعرفة اليوم وما أفرزته هذه الأخيرة من مفاهيم جديدة في مجال التدبير الحديث والتقنيات الجديدة، تتطلب التعامل معها بعقلية وخطاب جديدين قائمين أساسا على أن التكوين لم يعد مرتبطا بمرحلة أو فترة زمنية محددة أو بمكتسبات ثابتة أو ترفا اختياريا وإنما أصبح ضرورة وثقافة يلزم اكتسابها وتعهدها باستمرار للرفع من أداء ونجاعة الجهات ما حدى بجهة الدار البيضاء-سطات الأخذ بعين الإعتبار لهذا المعطى عند إعدادها للمخطط المديري للتكوين المستمر.
وسيشكل هذا العمل المشترك خطوة لتوحيد الجهود وتجسيدها كأرضية عمل واقعية قابلة للتنفيذ في القريب العاجل، ومناسبة لبسط ومناقشة المفاهيم والآليات الكفيلة بتفعيل أسس الحكامة الترابية الجهوية، بالإضافة إلى تبادل التجارب والممارسات الفضلى في ميدان تسيير الشأن الجهوي خصوصا على مستوى تكوين وتأهيل الموارد البشرية. كما سيخلص هذا اللقاء إلى توصيات ومقترحات تسعى الجهة من خلالها إلى خلق دينامية متجددة محورها الأساس التفاعل الإيجابي والمثمر مع ضرورات التنمية وانتظارات الساكنة، مواكبةً للخطوات النيرة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الرامية إلى بلورة نموذج تنموي جهوي جديد رائد ومتميز.